ما هو المِلاك في تمييز أصول الدين الإسلامي عن فروعه
معرفة المِلاك في تقسيم الدين إلى أصول و فروع لابد و أن نتعرَّف أولاً على معاني الألفاظ التالية في المصطلح الاسلامي ، و الألفاظ هي :
1. الدين .
2. أصول الدين .
3. فروع الدين .
معنى الدين :
إستُعملت كلمة " الدِين " في اللغة العربية و كذلك في المُصطلح الاسلامي في معاني عديدة منها :
1. الجزاء :
مثل قول الله عزَّ و جلَّ : ﴿ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [1] أي مالك يوم الجزاء .
و قوله تعالى : ﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴾ [2] .
و لقد استُعمل " الدين " في الأحاديث الشريفة أيضا بمعنى الجزاء في مواضع ، منها ما رُوي عَنْ الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) : " قَالَ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ ابْنَ آدَمَ كُنْ كَيْفَ شِئْتَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ ... " [3] أي كما تُجازِي تُجازَى .
2. الطاعة :
مثل قول الله عزَّ و جلَّ : ﴿ وَلَهُ مَا فِي الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللّهِ تَتَّقُونَ ﴾ [4] .
و قوله عزَّ من قائل : ﴿ ... وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ ... ﴾ [5] .
و قد استُعمل " الدين " في الأحاديث الشريفة بمعنى الطاعة في مواضع كثيرة ، منها : " العلم دينٌ يُدان به " [6] أي طاعة يُطاع الله به ، و دانَ الرَجُلُ بالإسلام ديناً ، أي تَعبَّد الرجل بالإسلام و تديّن به .
الدين في تعاريف العلماء :
عَرَّف العلماءُ الدينَ بتعاريفٍ مختلفة نشير إلى أهمها كالتالي :
1. بأنه : " أسم لجميع ما يُعبد به الله " [7] .
2. بأنه : " وضع إلهي لأولي الألباب يتناول الأصول و الفروع " [8] .
3. بأنه : " ما يدان به من الطاعات مع اجتناب المحرمات " [9] .
4. بأنه : " وضع الهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى ما هو خير بالذات " [10] .
5. بأنه : " وضع الهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى الخير بالذات قلبياً كان أو قالبياً ، كالاعتقاد و الصلاة " [11] .
تعريفنا للدين :
و لو أردنا أن نُعرِّف الدين بتعريف جامع و مختصر قلنا : الدين : " معرفة و طاعة حسب النهج الإلهي " .
معنى أصول الدين :
إن الأصول و الأسس التحتية لفكر الإنسان و سلوكه العقائدي و الفكري تسمى بأصول الدين ، و يراد بها الأمور التي ترتبط بعقيدة الإنسان و سلوكه الفكري و التي تبتنى عليها فروع الدين التي ترتبط بأفعال الإنسان أي سلوكه العملي ، فما يرتبط من أحكام الدين بتوجيه السلوك النظري للإنسان ـ أي المعرفة و العقيدة ـ تُسمى بأصول الدين .
معنى فروع الدين :
تُسمى الأحكام الدينية التي شُرِّعت لتوجيه سلوك الإنسان العملي و العبادي و تنظيم حياته الفردية و الاجتماعية و إرشاده إلى ما فيه خيره و صلاحه بفروع الدين .
صفوة القول :
إن الدين مجموعة من الأصول و الأسس و التعاليم و السنن ، فما خصَّ العقيدة عُدَّ من الأصول ، و ما خصَّ الشريعة عُدَّ من الفروع ، و ذلك لأن الاعتقاد بالأسس مقدم على العمل بالأحكام ، لذا فتُعتبر أصلاً ، كما أن قبول الأحكام الشريعة و العمل بها لكونها متوقفة على الاعتقاد بتلك الأصول فتُعتبر فرعاً بالنسبة لها .
ثم إن المشهور بين علماء الكلام من الشيعة الإمامية الاثنا عشرية ، هو أن أصول الدين خمسة ، يجب أن يكون الاعتقاد بها عن طريق الدليل و البرهان ، و هي كالتالي :
1. التوحيد .
2. العدل .
3. النبوة .
4. الامامة .
5. المعاد .
أما فروع الدين فهي :
1. الصلاة .
2. الصيام .
3. الحج .
4. الزكاة .
5. الخمس .
6. الجهاد .
7. الأمر بالمعروف .
8. النهي عن المنكر ، و غيرها .